مَاهيـــ الخَلاَفـــــــــة؟

الخلافـــــــة بين اللغـــة والاصطــــلاح

الخِلافَةُ لغة الإمارةُ والإِمامةُ وهي مصدر خلَفَ واصطلاحا، فقد عرّفها صاحب مآثر الإنافة: “أنها ولاية عامة على كافة الأمة أو بعضها والقيام بشؤونها، والنهوض بأعبائها.
ومن هنا تم التعارف على أن من يتولى قيادة الطريقة القادرية في غرب أفريقيا هو الخليفة، وبالرجوع إلى تاريخ الطريقة في المنطقة، نجد أن أول من نشر الطريقة القادرية في دول غرب أفريقيا هو شيخنا الشيخ سعدبوه بن شيخنا الشيخ محمد فاضل، حيث تعود الإرهاصات الأولى لظهور الدعوة القادرية كطريقة صوفية في أفريقيا السمراء حين قرر شيخنا الشيخ محمد فاضل بن مامين أن يرسل ابنه شيخنا الشيخ سعدبوه إلى الغرب الموريتاني، وبالفعل رحل شيخنا الشيخ سعدبوه إلى الغرب الموريتاني، وبعد فترة من التجوال في مناطق مختلفة من منطقتي الگبلة والساحل طاب له المقام في بلدة النمجاط حيث أسس فيها حضرة صوفية كانت مشعلا عظيما في الدعوة إلى الله تعالى ومركزا من مراكز الإرشاد والموعظة الحسنة، فوفد إليه الناس من كل حدب وصوب، وأتاه المريدون من السينغال وغامبيا وغينيا بيساو وغيرها، ومن مناطق مختلفة من موريتانيا …، وأتاه بعض أخوته وبعض أبناءهم وبعض أبناء عمومته، وقدَّم الغالبية العظمى من أولئك الصالحين الذين أرتادوا حضرته فصدروا منها دعاة إلى الله ومصلحين، فتشكلت من ذلك حركة دينية كبيرة منتشرة في دول غرب أفريقيا يعود مصدرها وأصلها لشيخنا الشيخ سعدبوه في النمجاط، وبعد وفاته رحمه الله تعالى تولى خلافته الشيخ الخليفة، ثم بعد ذلك ابنه الشيخ سيداتِي، ثم بعد ذلك الشيخ الطالب بويا الذي جرى في عهده مالم يكن في عهد أخوته السابقين، فقد رأت السلطات الفرنسية الحاكمة حينئذ ضرورة وجود قيادة موحدة لكل طريقة صوفية فاختاروا أن تكون لكل طريقة قيادة موحدة، فكان المُقدّمَ لتلك القيادة في الطريقة القادرية على سبيل الاعتراف لا المنح هو الشيخ الطالب بويا بن شيخنا الشيخ سعد بوه، حيث تمت تسميته بالخلفية العام للطريقة القادرية في غرب أفريقيا ليكون أول من تسمى بهذا اللقب، وقد تبوأ مكانتها بجدارة، وأنجز في مدة توليها ما يضيق المقام عن حصره، ومكَث فيها خمسا وثلاثين عاما، ورضي الجميع به خليفة عامًّا للطريقة دون استثناء، وبعد وفاته سنة ستين وتسعمأية وألف للميلاد تولى الخلافة من بعده تباعا أبناؤه الشيخ سيداتي، ثم الشيخ محمد ماء العينين، ثم الشيخ سعدبوه، ثم الشيخ بوننا، ثم الشيخ آياه، وبعد وفاة المغفور له بإذن الله الشيخ آياه تولى الخلافة نجله البكر الشيخ عبد العزيز ولد الشيخ آياه حفظه الله ورعاه سنة ثلاث وعشرين وألفين وما زال هو الخليفة أطال الله في بقائه.

المكتب الإعلامي للخلافة العامة للطريقة القادرية في غرب أفريقيا

2024-05-05م